هناك مثل عربي يقول، “الأم مدرسة، إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق”.
يعد يوم عيد الأم فرصة لنا للاحتفال بهذه المرأة التي قدمت لنا رعاية ومراقبة استثنائية لا نظير لها في الكون، بل والتي جعلتنا على ما نحن عليه الآن.
الأم هي أهم شيء بالنسبة لكل فرد منا، ويجب علينا أن نرد جميلها ونقدرها.
ولقد دفعنا عيد الأم إلى التفكير في أهمية المرأة المثقفة. فالمثل يقول “قم بإعداد الأم، تضمن إعداد الأمة!”. هذا لان الأم معلمة قبل أي شيء، فهي تستغل تعليمها لتحصل المال من أجل أسرتها، ومن ثم تستثمر ذلك المال في رفعة أسرتها وتعليم أبنائها.
نحن نؤمن بشكل كبير بأهمية المرأة الشابة المثقفة. فالأم منبع الخير للجميع، وهي في نفس الوقت لا تنتظر جزاء من أحد. “فأدق تعريف يمكن أن تتصف به الأم هو إنكار الذات في سبيل خدمة الآخرين”.
بذلت الأم عبر الأجيال الماضية أقصى ما في وسعها من طاقة بلا تأفف أو أنانية من أجل دعم وإرشاد أبنائها وأسرتها ككل., لقد استطاعت من خلال جهودها المخلصة والمضنية توسيع الأفق أمام أبنائها، وفتح أبواب من الفرص بالتالي أمام الأمة. ففي يوم عيد الأم، نرد الجميل لهذه المرأة التي أعطت الكثير والكثير من أجل تربية أبنائها.
فالأم هي النموذج الذي تتفتح أعين الأبناء عليه، وهي المعلم الأول، بل ومصدر الدعم غير المشروط بالنسبة إليهم. وفي الواقع هي مصدر الإلهام والتغيير الحقيقي في البيوت والمدارس والحكومات والأعمال في جميع أنحاء البلاد.
ونحن نعيش في قرن جديد من الزمان، حيث ثورة تقنية المعلومات التي غيرت جميع نواحي التجربة الإنسانية. ومع ذلك وفي ظل هذا العصر الجديد من الاتصالات العالمية، لا يوجد اتصال أقوى من رابطة الحب بين الأم وولدها.
تلك الرابطة التي تمثل أول تجربة للطفل في هذا العالم، حيث يكون الحب غالبا هو أعمق مصادر تحقيق احترام الذات لدى الطفل، وتحديد معالم شخصيته. الأم هي القدوة التي يتطلع إليها أبناؤنا، وتستطيع بعطائها وكرمها أن تمنح هؤلاء الأبناء القوة اللازمة للتعرف على كامل طاقاتهم والإسهام في تنمية مجتمعاتهم بشكل سوي.
وبينما نحن نحتفل بهذا اليوم، فإنني أدعو الجميع إلى الاهتمام بالمرأة وأثرها في التعليم. الأم هي المعلم الأول كما قلنا قبل ذلك. بغض النظر عن مؤسساتنا التعليمية الرسمية والمعلمين الذين يعملون بها، إلا أن أمهاتنا كنّ أول معلم بالنسبة إلينا في هذه الحياة. فالأمهات هنّ لبنة بناء المجتمع من جميع النواحي.
ولذا فإن تعليم الإناث هو مطلب الوقت الآن! فبدون تعليم المرأة في بلدنا، لا يوجد أمل في تطوير الأمة ككل. حيث تلعب المرأة دورا حيويا وخطيرا في جميع نواحي تقدم البلاد. وبالتالي يجب الاهتمام بتعليم المرأة، فهي لبنة بناء البيت السعيد الحقيقي.
وصدق من قال إنك إذا قمت بتعليم رجل فقد علمت رجلا فحسب، أما إذا قمت بتعليم امرأة فقد علمت الأسرة كلها. ومن ثم إذا كانت المرأة متعلمة، يمكنها أن تلعب دورا هاما في تشكيل شخصيات أبنائها وبناتها. لقد سؤل نابليون ذات مرة عن أكثر شيء كانت تحتاجه فرنسا. فرد بكل بساطة قائلا “يستحيل تحقيق تقدم الأمم في غياب الأم المتعلمة والمدربة على نحو سليم. فإذا لم تكن المرأة في بلادي متعلمة، فسوف يعاني ما يقرب من نصف الشعب من الجهل”. ونحن يجب ألا يختلف رأينا كثيرا عن رأي نابليون. بل يجب علينا إيجاد هذه البيئة التي لا تبقى فيها امرأة واحدة دون أن تتعلم.
About the Author